تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين 35}

صفحة 378 - الجزء 1

  يكذبونك}، فقلت: وأي تكذيب أشد مما كذبوه ~؟

  قال أحمد بن يحيى @: إنما عنى تبارك وتعالى: أنهم لا يقدرون على تكذيبه بحجة يقهرونه بها، فيلزمه التكذيب.

  · قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٥}⁣[الأنعام: ٣٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية

  قال محمد بن يحيى ¥: هذا تسهيل من الله سبحانه على نبيه صلى الله عليه وآله؛ لما علم من غمه بإعراض الخلق عن الله سبحانه، ومعصيتهم له، ومخالفتهم لحكمه، فلما كبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله، وعظم عنده إعراضهم عن الله سبحانه، واشتد عليه ما يرى من شرارتهم - قال الله سبحانه: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض}، والنفق: فهو محتفر في الأرض، {أو سلما في السماء}، يقول: ترقى في السماء، {فتأتيهم بآية}، وهذا غاية الاجتهاد: الذهاب في الأرض والسماء، فقال: إنك قد جئتهم من الآيات والعلامات، والحجج الواضحات الباهرات، بما في أقل منه يؤمن من كان له قلب أو معرفة، ولم تترك غاية في حرص ونصيحة، واجتهاد وموعظة، فما تريد أن تعمل بهم بعد ذلك، أتذهب في الأرض أو في السماء، ولن تقدر على ذلك، ليس عليك من الأمر إلا ما قد فعلت؛ ألا تسمع كيف يقول مشركوا قريش: {أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك}، فذكروا أنه لو رقى في السماء لم يؤمنوا به؛ لشدة