تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون 44}

صفحة 383 - الجزء 1

  قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}، فقلت: هل كان ينفعهم التضرع إذا رأوا البأس؟

  قال محمد بن يحيى #: لولا أن الله سبحانه قد علم أن تضرعهم ينفعهم - ما قال تضرعوا، فأعلمهم بقسوة قلوبهم، ولو تضرعوا وتابوا لقبل توبتهم، ورفع العذاب عنهم؛ ولكن قست قلوبهم، فلم يتضرعوا، ولا إلى الله سبحانه من ذنوبهم رجعوا؛ بل مضوا في خطاياهم، وأصروا على كفرهم، حتى أنزل الله سبحانه العذاب بهم، وكان ذلك من تزيين الشيطان لهم، فاستحقوا من الله ø الخذلان، وقد نفع قوم يونس التضرع حين أقبل العذاب وعاينوه، فأخلصوا عند ذلك لله ø قلوبهم، وعلم الله سبحانه صحة التوبة منهم، فرفعه عنهم.

  · قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ٤٤}⁣[الأنعام: ٤٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}، فقلت: كيف أخذهم بفرحهم بما آتاهم؟

  قال محمد بن يحيى #: لم يأخذهم ø بما توهمت؛ ولكن أخذهم سبحانه وجل عن كل شأن شأنه بذنوبهم؛ ألا تسمع كيف يقول ø: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء}، يقول: لما نسوا ما أمروا به، وبعثت الأنبياء $ فيه، ومعنى نسوا فإنما هو: تركوا وغفلوا وسهوا، فلما تركوا ما أمرهم الله ø به، وأعرضوا عنه ونسوه - فتح عليهم