تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين 52}

صفحة 385 - الجزء 1

  به المصدق - الخائف لله سبحانه فيه؛ وذلك موجود في اللغة: إذا وعظ رجل جماعة، وكان فيها من لا يقبل عظته - قال: «أعظ بها من يؤمن بالله سبحانه»، يريد: إن لم يستمع هؤلاء المعرضون - انتفع به من كان من المؤمنين، فلما أن كان المعرضون عن الله ø لا يذكرون حشرا، ولا يخافون وعيدا، وكان المؤمنون يخافون الله ø ويخشونه، قال: أنذر به الذين يخشون؛ لما أن كان أولئك لا يحذرونه ولا يقبلونه، وقد كان إلى جميع الخلق كافة، وقد قال الله سبحانه: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها ٤٢ فيم أنت من ذكراها ٤٣ إلى ربك منتهاها ٤٤ إنما أنت منذر من يخشاها ٤٥}⁣[النازعات]، فقال: {منذر من يخشاها}، فأما من لا يخشاها فليس له في إنذاره حيلة؛ لقلة قبوله، ومن لم يقبل الإنذار، فلم ينتفع به، وإذا لم ينتفع به فهو مقيم على غفلته، غير حذر ولا نذر لما ينذر به، فلم تبق التذكرة والتفهيم إلا لمن قبلها وأخذ بحظه منها.

  · قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ٥٢}⁣[الأنعام: ٥٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: معنى {لا تطرد} فهو: لا تبعد ولا تقصي، فكان ذلك من الله ø تفهيما لنبيه #، وأمرا بحفظهم، وردا على من سأل طردهم، ومحمد # فلم يطرد أحدا، وإنما قالت قريش لما دعاهم إلى الله سبحانه، فقالوا: كيف نؤمن يا محمد، وقد سبقنا من ليس له قدر فينا ولا رئاسة، من أوساط الناس واتباعنا؟! فاطردهم؛ فإن طردتهم آمنا بك؛ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية؛ تقريعا لهم، وردا عليهم، وأمرا بخلاف قولهم، وشهد الله