تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 59}

صفحة 387 - الجزء 1

  معنى ذلك؟

  قال محمد بن يحيى ¥: الفتنة هي: المحنة، والفتنة تكون من: العذاب، وهذه لغة في اليمن إذا غاظ إنسان إنسانا، قال: فتنتني؛ قال الله سبحانه: {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}⁣[العنكبوت: ١، ٢]، يقول: يمتحنون، وقد امتحن الله سبحانه المؤمنين بجهاد الظالمين، وفتن الظالمين بمحاربة المحقين، وعذبهم على ذلك، وأوجب عليهم النكال فيه وبه، ومعنى فتنهم فهو: عذبهم؛ لأن الفتنة قد تكون من العذاب؛ قال الله سبحانه: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات}⁣[البروج: ١٠]، فقال: فتنوا، يريد: عذبوا، وقد فسرنا لك في مسائلك الأولى: الفتنة على كم هي من الوجوه.

  · قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ٥٩}⁣[الأنعام: ٥٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين

  قال محمد بن يحيى ¥: الغيب فهو: ما استتر واستجن وغبي فلم يعلم، وذلك لا يعلمه إلا الله ø، المطلع على السرائر، العالم بالضمائر، فلا يعلم الغيب من الأشياء إلا هو، ولا يعرف منه إلا ما دل عليه وفتحه، وبينه لعباده وأخبر به، ومفتاح الشيء فهو: علمه؛ لأنه لا يوصل إلى ما كان منغلقا عن الخلق إلا بمفتاحه؛ وإنما هذا مثل ضربه الله ø لخلقه، وبينه لعباده بأنهم