قوله تعالى: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم}
  نسمع ذلك من فعلهم؟
  قال محمد بن يحيى #: وكيف نسمع - رحمك الله - من حجب الله سبحانه عن الخلق الإحاطة به؛ لو سمع ضربهم لنظر إليهم، وما ضربهم بأكبر من صورهم؛ ولكن الله سبحانه حجب أعين الخلق عن درك الملائكة، فلا ينظر إليهم أبدا إلا من حضرته الوفاة، أو في يوم القيامة، فينظرون ويعاينون.
  وقلت: قد رأيت الفاسق يكون أسرع خروج نفس من المؤمن؟
  قال محمد بن يحيى #: قد يناله في سرعة خروج نفسه من التعب والألم، وعنف الملائكة $ به - ما لا يعدله من النكاية، وقد يكون التعب والعنف في سرعة قبض روحه أشد في أليم العقوبة، وقد يكون المؤمن في إبطاء خروج روحه على أحد معنيين، كلاهما - فيه راحة: إما أن يكون في بطو موته يجد إفاقة ساعة بعد ساعة، وتسل نفسه هونا، فيكون أسهل عليه من العنف بها، وأيسر في خروجها، وإما أن يكون محنة من الله ø؛ ليثيبه على ذلك ويكافئه عليه، وقد يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «أشد الناس محنا الأفضل فالأفضل»؛ نسأل الله حسن الاستعداد ليوم المعاد، وقد تخرج نفس المؤمن بسهولة وسرعة، فيكون ذلك من الله عليه نعمة، وبه لطف ورحمة.
  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ}[الأنعام: ٩٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم}؟