قوله تعالى: {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست}
  استدللتم على نفي الرؤية بقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}؟
  قيل له: إن النظر بالعين ليست حقيقة الرؤية؛ بل حقيقة الرؤية: تقليب الحدقة في جهة المرئي طلبا لرؤيته، وإذا كان هذا هكذا، فظاهر الآية لا تدل على إثبات الرؤية، وتأويلها ما روي عن المفسرين، وهو: أنه إنما أراد به انتظار الثواب، عند أهل اللغة يجوز أن تقول: «ناظرة إلى الله»، بمعنى: ناظرة إلى ثوابه، على ضرب من التوسع، وأراد: انتظاره الثواب، والنظر إليه؛ لأن النظر بمعنى: الانتظار مشهور عند أهل اللغة. ويجوز أن يقال: «ناظر إلى الله»، بمعنى: ناظر إلى ثوابه، على ضرب من التوسع، كما قال الله تعالى حاكيا عن إبراهيم #: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين}[الصافات: ٩٩]، أي: إلى حيث أمر ربي.
  فأما الأخبار المروية في إثبات الرؤية، فإن أكثرها ضعاف، وقد بين ذلك العلماء في الكتب المؤلفة في هذا الباب، فإن صح منها شيء فالمراد بالرؤية هو العلم، وذلك غير مستنكر في اللغة؛ ألا ترى أن الله تعالى يقول: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل}[الفرقان: ٤٥]، يريد: ألم تعلم، وكذلك قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}[الفيل: ١]، وقوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}[الأنبياء: ٣٠]، فبان بهذه الآيات صحة ما ادعيناه من أن الرؤية قد تكون بمعنى العلم.
  · قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ}[الأنعام: من آية ١٠٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست}؟