قوله تعالى: {فقلنا اضرب بعصاك الحجر}
  في كتابه، فحرم الله عليهم مصر أربعين سنة؛ فكانوا يتيهون في مواضع حذائها؛ هو الآن معروف، فلا يهتدون لها، فأنزل الله سبحانه المن والسلوى، وجعله لهم رزقا يعيشون به؛ إذ الأجساد لا تقوم إلا بالغذاء. ومعنى قوله {وما ظلمونا}: فكذلك لن يظلم الله سبحانه أحد؛ لأنه لا يضره معصيتهم، ولا تنفعه سبحانه طاعتهم، وهو القادر إذا شاء على إهلاكهم، وإنما يظلم من يضطهد، ويغلب، ويقهر، ويغصب، أو من يضر بسبب من الأسباب، والله ø بريء عن ذلك، وإنما ظلموا أنفسهم، وتعدوا عليها؛ لمخالفتهم لسيدهم؛ فاستوجبوا العقاب، والخزي وسوء المآب، فقد ظلموا أنفسهم إذ أهلكوها، وفي المتالف أوقعوها؛ فهم الظالمون لأنفسهم؛ بإهلاكها، ولم يضروا الله شيئا سبحانه وتعالى.
  · قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}[البقرة: ٥٨]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله ø: {وادخلوا الباب سجدا}، وقلت: كيف يجوز أن يكون الساجد داخلا، وكيف يدخل وهو ساجد؟
  قال أحمد بن يحيى @: السجود هاهنا هو: الطاعة والخضوع، وذلك معروف في لغة العرب؛ يقول الرجل إذا رأى رجلا يطيع ملكا أو غيره: «فلان اليوم يسجد لفلان»، أي: يطيعه، وإن لم يسجد له بوجهه، قال الشاعر:
  بجيش تظل البلق في حجراته ... ترى الأكم فيه سجدا للحوافر
  يقول: إن أكام الأرض مطيعة لحوافر الخيل.
  · قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَر}[البقرة: ٦٠]
  في مجموع المرتضى # ما لفظه: