تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلا تكونن من الممترين 114}

صفحة 417 - الجزء 1

  الجعل: الحكم من الله أيضا؛ وذلك أنه سبحانه لما حكم على أنبيائه بأن يعادوا من عصاه، ويبرأوا منهم، ففعلوا ذلك، فعادوا العصاة لله، في الآباء والأبناء والأقربين، فلما عادوهم عاداهم أيضا العصاة، وكان هؤلاء أعداء لهؤلاء، وهؤلاء أعداء لهؤلاء، فحكم الله عليهم بذلك، فقال جل ذكره: شياطين الإنس والجن أعداء لكل الأنبياء، حين حكم على الأنبياء $ بعداوتهم للأنبياء والبراءة منهم، وكان في عداوة الأنبياء $ لهم إيجاب عداوتهم للأنبياء؛ وهذا بين، والحمد لله.

  · قوله تعالى: {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ١١٤}⁣[الأنعام: من آية ١١٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {فلا تكونن من الممترين ١١٤

  قال محمد بن يحيى ¥: لم يكن محمد صلى الله عليه وآله من الممترين، ولم يخبر الله سبحانه أنه من الممترين، وإنما قال: لا تكن منهم، كما قال: {لئن أشركت ليحبطن عملك}⁣[الزمر: ٦٥]، وهو يعلم أنه لا يشرك صلى الله عليه وآله، وهذا في اللغة جائز؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه}⁣[الأنبياء: ٨٧]، وهو فلم يظن ذلك؛ بل أيقن أن الله ø يقدر عليه، وقال ø: {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها}⁣[الكهف: ٥٣]، ولم يظنوا؛ ولكن أيقنوا، ويقول القائل: «عسى أن نأكل»، وإنما يريد: نأكل، فأدخل «عسى» فصارت شكا، وليست بشك، وإنما أراد يقينا، وهذا في اللغة كثير موجود.