قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون 46}
  فبإذن من الله لها فيه، وتقدير منه سبحانه لها عليه. وإنما جعلهم الله كذلك، وأذن لهم في ذلك؛ ليكون ذلك سرورا للمؤمنين، ومعرفة منهم بما نزل بالمكذبين الضالين؛ فيتجدد لهم بذلك البهج والسرور، وتكمل لهم به الغبطة والحبور، ويكون من علم أخبار المؤمنين، وما هم عليه من عطايا رب العالمين - حسرة في قلوب الكافرين، وعذاب لهم مع عذاب النار، وأسف لما فاتهم، من كريم القرار، ونعيم الدار، التي جعلها الله ثوابا للأبرار؛ فافهم ما عنه سألت، وقف من الجواب على ما طلبت.
  · قوله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ٤٦}[الأعراف: من آية ٤٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}[الأعراف: ٤٦]؟
  الجواب في ذلك: أن الأعراف هو: ما ارتفع من الأرض وعلا، وشمخ منها في الهوى؛ فتلك أعراف الأرض ومعارفها.
  والرجال التي عليها في يوم الدين، فقد قيل: إنها رجال من المؤمنين. وقيل: إنها الحفظة التي كانت من الملائكة المقربين، حفظة في الدنيا على العالمين، التي قال الله في كتابه وذكرهم، وما بين من حفظهم لمن كان من الخلق معهم، حين يقول: {عن اليمين وعن الشمال قعيد ١٧ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ١٨}[ق]، وهذا فأشبه المعنيين عندي، والله أعلم وأحكم. ومعنى {يعرفون كلا بسيماهم} فهو: معرفة أولئك الحفظة لمن كانوا يحفظون. ومعنى