قوله تعالى: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء}
  تشاء}[الأعراف: ١٥٥]، معنى فتنتك: محنتك، تضل بها المستحق لها، معناه: يعذبه، ويهدي بها التائب المتذكر، معناه يثيبه، كما قال تعالى: {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون}[التوبة: ١٢٦]، ومعناه: يمتحنون.
  وقال في كتاب ينابيع النصيحة:
  معنى قوله {فتنتك}: أي امتحانك وبليتك؛ لأنهم كلفوا الصبر. وقيل: {فتنتك} عذابك، وهو الرجفة في قوله تعالى: {فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي}[الأعراف: ١٥٥]. الرجفة قيل: هي الموت، وقيل: رعدة شديدة، رجفت لها قلوبهم فماتوا، فبقي موسى يبكي، ويقول: يا رب لو شئت أهلكتهم من قبل خروجهم معي، فأخشى أن يتهمني بنو إسرائيل بهلاكهم، إلى غير ذلك؛ فأحياهم الله تعالى؛ وعلى هذا النسق يجري الكلام في بيان معاني الآيات الجارية هذا المجرى.