تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير 72 والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير 73 والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم 74}

صفحة 500 - الجزء 1

  وفساد كبير}⁣[الأنفال: ٧٣]، فأخبر بالولاية بين الكفار، وأوجب تعالى الولاية بين المؤمنين، وفرضها باق إلى الآن. وإن لم نثبت الأحكام التي علمنا، ونمضيها على وجهها - يكن إهمالنا لها فتنة في الأرض، وفسادا كبيرا. {الذين آمنوا وهاجروا}: هؤلاء المهاجرون الآخرون، بعد المهاجرين الأولين؛ فلا تكرار في الأولى، {والذين آووا ونصروا} أعاد ذكر الأنصار تأكيدا، {أولئك هم المؤمنون حقا}⁣[الأنفال: ٧٤]؛ فأفاد بقوله: {حقا}: الإيمان الشرعي؛ والمؤمنون غير حق هو: الإيمان اللغوي، والحق نقيضه: الباطل، والباطل غير دين.