تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 55}

صفحة 512 - الجزء 1

  وإنما أراد: كأنما أصوات الميس؛ فقدم وأخر؛ فافهم هذا الباب إن شاء الله.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  مسألة في قوله تعالى: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون}: الكلام في ذلك، ومن الله نستمد التوفيق والمعونة: إن الله تعالى نهى نبيه ÷ أن يدخل في قلبه العجب بأموالهم وأولادهم، فتعظم عنده حالهم، وهو حقير عند الله، ولا تعدل الدنيا عنده جناح بعوضة، ولولا ذلك لما سقى الكافر منها شربة؛ فوجه الأمر في النهي إلى نبيه ÷، والمراد: أمته؛ وذلك كثير في كتابه سبحانه، وهذا في أمر الكفار؛ تأسية لنبيه ض. وقوله تعالى: {إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا}، وتعذيبه لهم في الدنيا بالأموال والأولاد إنما هو: بهم حصول الأموال، وحفظها بعد حصولها، والحسرة عليها، والأسف عند فواتها أو فوات شيء منها، وكذلك فيما يقع على الأولاد من الأمراض والعوارض والموت، فكل ذلك تعذيب فيما نعلمه، ووقوع ذلك على وجه الانتقام، كما طمس على أموال آل فرعون، ولا يقع فيه عوض فهو: عذاب محض على الحقيقة، لا تجبر مسرة حصوله مضرة ذهابه.

  وقوله تعالى: {وتزهق أنفسهم وهم كافرون}، تزهق: تذهب وتبطل، والكافرون: المعطلون لنعم الله تعالى بالجحدان والعصيان؛ فهذا ما توجه عندنا في معنى هذه الآية، ومن الله نستمد التوفيق.

  وقال في كتاب ينابيع النصيحة بعد ذكر الآية:

  يعني: بالسبي والغنيمة للأموال؛ فلا تعجبك إذا كان ذلك عاقبته. ذكره المسرفون.

  وكذلك قوله: {يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}⁣[التوبة: ٧٤]: ففي