قوله تعالى: {يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار}
سورة يونس
  
  · قوله تعالى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}[يونس: من آية ٩]
  قال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:
  اعلم، أن الهدى بمعنى: الدلالة والدعاء إلى الخير؛ قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}.
  وبمعنى: زيادة البصرية بتنوير القلب بزيادة في العقل؛ قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى}، ومثله قوله تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}، أي: تنويرا يفرقون به بين الحق والباطل.
  وبمعنى: الثواب؛ قال تعالى: {يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار}، أي يثيبهم في حال جري الأنهار.
  وبمعنى: الحكم والتسمية؛ قال الشاعر:
  ما زال يهدي قومه ويضلنا ... جهرا وينسبنا الفجار
  فيجوز أن يقال: إن الله لا يهدي القوم الظالمين، بمعنى: لا يزيدهم بصيرة لما لم يتبصروا، أو لا يثيبهم، أو لا يحكم لهم بالهدى، ولا يسميهم به.
  العدلية: لا بمعنى: أنه لا يدعوهم إلى الخير، خلافا للمجبرة.
  قلنا: ذلك رد لما علم من الدين ضرورة؛ لدعاء الله الكفار وغيرهم بإرساله إليهم الرسل، وإنزاله إليهم الكتب، وقال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم