قوله تعالى: {كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون 33}
  بأن قالوا: الزيادة هي الرؤية - فهذا غلط من وجوه، منها: أن الزيادة لا تكون أرفع من المزيد عليه. ومنها: أن الزيادة لا تكون إلا من جنس المزيد عليه؛ قال الله تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}[محمد: ١٧]، وقال تعالى: {فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله}[النساء: ١٧٣]. ومنها: أنه قد روي أن الزيادة: قصر في الجنة؛ فلا تعلق لهم بهذا.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  وأما قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}[يونس: ٢٦] فالحسنى عند أهل البيت $: المستحق، والزيادة: التفضل، فلا بد من حصول ذلك لهم في دار الكرامة.
  · قوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٣٣}[يونس: ٣٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، بعد ذكره للآية:
  فصدق الله العظيم؛ لقد علم منهم أنهم لا يؤمنون؛ اختيارا منهم ومحبة للفسق، ولو أنهم كانوا عنده مطيعين - لا مستحقين للفسق - ما سماهم به، وإنما حقت كلمته عليهم بعد فسقهم، وصدهم عن أمره ونهيه، وبعد الكفر منهم؛ لا الابتداء منه لهم؛ ألا ترى إلى قوله: {حقت كلمت ربك على الذين فسقوا}، ولم يقل سبحانه: على الذين آمنوا، ولا على المسلمين؟ وإنما معنى {حقت كلمت ربك على الذين فسقوا} أي: وجب عليهم حكمه ووعيده، وقوله: {أنهم لا يؤمنون}: اختيارا منهم للكفر، ومحبة له، وأنه قد حكم عليهم بالفسق لما فسقوا وخالفوا عن أمره ونهيه.