قوله تعالى: {قال قد أجيبت دعوتكما}
  لا يريدها، وقد تفعل ذلك العرب، تثبتها وهي لا تريدها، وتطرحها وهي تريدها؛ فإنما أثبتها وهو لا يريدها في قوله: {لئلا يعلم أهل الكتاب}؛ فأثبتها وهو لا يريدها. وأما طرح الألف وهو يريدها - فهو ما ذكرنا من قوله: لأن لا يضلوا ... (إلى آخر كلامه #).
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  مسألة: قوله تعالى: {واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}: كيف يجوز للنبي أن يدعو بذلك، وكيف يجوز من الله سبحانه وتعالى أن يجيب من دعاه بذلك؟.
  الكلام في ذلك: أن الدعوة لم تقع إلا على من علم الله سبحانه: أنه لا لطف له ولا رجعة، فدعا النبي ÷ بما هو الواجب؛ عقوبة من الله تعالى، وأما إجابة الباري فهو أجاب فيما يفعله تعالى، والإجابة تكريما وتشريفا، كما تشفع الملائكة فيمن ارتضاه؛ لزيادة المنازل، ورفع الدرجات؛ فهو تعالى لم يجب إلا فيما يجوز أن يفعله، ويلزم في الحكمة فعله، من تعذيب عذابه؛ لأنه لو لم يعذبهم لكان ذلك إغراء بالمعاصي، ولما تميز الولي من العدو، ولكان تمكينا للظالمين من الظلم، الذي لم يقع في مقابلته للجزاء ظلم، والله يتعالى عن ذلك كله.
  · قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا}[يونس: من آية ٨٩]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø: {قد أجيبت دعوتكما}، وقلت: إنما كان الداعي موسى # وحده؛ فصار الخطاب لاثنين؟
  قال أحمد بن يحيى #: قد بلغنا أن موسى صلى الله عليه كان يدعو، وهارون # كان يؤمن على دعاء موسى، فلذلك صارت الدعوة لكليهما ª.