قوله تعالى: {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب 21 والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار 22 جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب 23 سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 24}
  · قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ٢٢ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤}[الرعد: ٢١، ٢٢، ٢٣ - ٢٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره لهذه الآيات ما لفظه:
  بدأ تبارك وتعالى في صفة عباده المؤمنين: بالصلة لما أمر الله به أن يوصل، والذي أمر الله به أن يوصل فهو: ذو الرحم، والرحم الواجب عند الله صلته. ثم ذكر من بعد الصلة للرحم: ما يرضى من الصبر - ابتغاء وجهه سبحانه - على المكاره، والكظم على الغيض، والإنفاق سرا وعلانية، وأن يدرءوا بالحسنة السيئة من ذوي الرحم وغيرهم؛ فلا يجازوا من أساء بإساءته.
  ثم أخبر تعالى: أن لهم عقبى الدار، وهو: ثوابه ﷻ للأبرار، فقال: {جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم}؛ فأخبر: أنه لا يلحق بهم مع رضاه عنهم من الآباء والأزواج والذرية إلا من عمل من الصلاح والصالحات مثل عملهم.
  ثم أخبر عن الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، وهي صلة الرحم: أن عليهم بقطيعة الرحم والفساد في الأرض - اللعنة، ولهم سوء الدار، وهو عذاب النار؛ نعوذ بالله ونستجيره منها، ونسأله العون على ما يبعدنا من تقواه عنها.