قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله}
  (إلى آخر كلامه #)
  وقال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}؟
  قال محمد بن يحيى #: هم المشركون من قريش وغيرهم، حين منعوا الحرم والبيت والمسجد الحرام أن يدخل، وما كان من كفرهم وإساءتهم التي ذكرها الله، فقال ø: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله}، فذكر منعهم للمساجد، وهم في حكم الله الممنوعون، الذين لم يكن لهم أن يدخلوها إلا خائفين، فلما أن أعز الله دينه، وأظهر نبيه - أنزل: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}، فحرم على من لم يكن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم أن يدخلوها، أو يقربوها.
  وأما سعيهم في خرابها: فإنهم لما أن سعوا في هلكة المؤمنين، ومنعوهم من إقامة أحكام الله فيها - سعوا بذلك في خرابها، وأرادوا أن يمحوا ما يتلى من كتاب الله فيها، فلما أن كانوا كذلك كانوا ساعين في خرابها، طالبين لزوالها؛ لأن ببقاء المسلمين ودوامهم تعمر المساجد وتبنى، وبزوالهم تخرب وتفنى، والله مظهر دينه ولو كره المشركون.
  · قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه}[البقرة: ١١٥]
  قال في مجموع السيد حميدان #:
  قوله سبحانه: {فأينما تولوا فثم وجه الله}[البقرة: ١١٥]، أي: فثم الله، بمعنى: أنه لا يخفى عليه شيء من أمرهم؛ فذاته سبحانه هي: هو، وكذلك نفسه ووجهه.