قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون 26}
  فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}؟
  فقال: معنى قوله: {أرسلنا الرياح}: فرفعت السحاب وأقلته؛ ومعنى {لواقح} فهي: القوية ذات السلطان الشديد، المنفذة ما تريد، والعرب تسمى كلما نفذ: لقاحا، تقول: «لقد ألقح فلان ما يريد»، أي: أنفذه وأمضاه؛ فلما أن كانت السحاب منفذة لما أمرت به - سميت: لواقح. ومعنى قوله {بخازنين}، أي يريد: لستم له بحافظين، ولا ممسكين في الأرض، ولولا لزوم الله له، وإثباته إياه في الأرض، وخزنه إياه لكم في طينها - إذا لأصبح غورا، ولما وجد إذا في الأرض منه شيء.
  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٦}[الحجر: ٢٦]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون ٢٦ والجان خلقناه من قبل من نار السموم ٢٧}؟
  فقال: الصلصال هو: الطين اليابس، الذي يتصلصل ويتقعقع إذا أصاب بعضه بعضا. والحمأ المسنون فهو: الطين المتغير اللون والريح، يقول سبحانه: {خلقنا الإنسان من طين}؛ هذه خلقته. وأما الجان فهم: الجن؛ فذكر سبحانه: أنه خلقهم من نار السموم؛ ونار السموم فهي: مارج النار، ومارجها فهو: اللهب المنقطع في الهواء، الذي ينفصل ويخرج من لسان النار عند تأججها. ومعنى قوله: {السموم} فهو: الهائل المسموم، والمسموم فهو: الذي فيه التلف لمن قاربه وداناه؛ لما فيه من الحر والإحراق؛ ومن ذلك اشتق للريح التي تضرب