تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا 60}

صفحة 91 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ٦٠}⁣[الإسراء: ٦٠]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس}، إلى قوله: {طغيانا كبيرا

  فقال: معنى قوله: {أحاط بالناس} فهو: أحاط بعلم أخبارهم، وعلم ضمائرهم، ومعنى قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}، ومعنى: {أريناك} فهي: التي أخبرناك بها وأعلمناك، وهو: ما وعده من فتح مكة، وقد قيل: فتح خيبر. والفتنة فهو: ما كان من سؤالهم وتقاضيهم ما وعدهم الله من الفتح على لسان نبيه، فكانوا يتقاضونه ذلك، ويقولون: يا رسول الله، قلت لنا: كذا، ووعدتنا بالفتح، وقد أبطأ ذلك، وكان صلى الله عليه وآله يقول: لم أوقت لكم وقتا، ولم أذكر لكم وقتا، وإنما وعدتكم أمرا، وستصلون إليه؛ فكان تأخير الموعد بالفتح فتنة للناس؛ بما كان يقع في قلوبهم من استبطاء الفتح، وكان في قلوب المنافقين: أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصدقهم؛ فهذا معنى ما ذكر الله من الفتنة في هذا الموضع، من المؤمن والكافر، {والشجرة الملعونة في القرآن} فهي: بنوا أمية.