تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا 50}

صفحة 146 - الجزء 2

  {اسجدوا لآدم}؛ لما أن كان السجود من أجل خلقه.

  وقوله: {فسجدوا إلا إبليس}، وإنما جاز أن يجعل إبليس معهم في الأمر، وإن لم يكن من جنسهم؛ إذ كان حاضرا لأمر الله لهم، فأمره بالسجود معهم، وإن لم يكن جنسه جنسهم؛ لأن الملائكة À إنما خلقوا من الريح والهواء، وخلقت الجن كلها من مارج النار، ومارج النار فهو: الذي يتقطع منها عند توقدها وتأججها.

  قلت: فما الدليل على أن إبليس من الجن؟

  قال: قول الله جل ذكره: {إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}⁣[الكهف: ٥٠].

  قلت: فهل أمرت الجن كلها بالسجود، أم خص الله إبليس بذلك دونهم؟

  قال: لم يأمر الله سبحانه أحدا منهم إلا إبليس، فقد أمره الله بالسجود دونهم.

  قلت: أفمخصوصا كان بذلك دونهم؟

  قال: نعم، كان مخصوصا بالأمر.

  وقال في كتاب الرد على مسائل المجبرة للإمام الناصر بن الهادي #:

  وأما قوله ø: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} - فالذرية إنما هم: الأولياء في هذا الموضع؛ لأنه لا نسل له، وقد قال ø لجميع المسلمين: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل}.

  (إلى قوله:)

  وسماه أبا لهم، وليس هو أباهم على الولادة؛ لأن ولد إبراهيم # خاصة يعرفون بولادته، وإنما هو أبو المسلمين في الدين، لا في الولادة، وكذلك