قوله تعالى: {وإني خفت الموالي}
  قوله ø: {ولم أكن بدعائك رب شقيا}
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني: أي: لم أكن - لما أعلم من رحمتك ورأفتك، واستجابتك لمن دعا، بما تعطيه عند الدعاء من مواهب نعمتك - بأشقى خلقك في سعة رحمتك، بأن تجيبني من الإجابة عند دعوتك؛ تواضعا من زكريا صلى الله عليه، وأنه لا يزكي نفسه، ولا يوجب لها الإجابة من الله إلا بإحسانه وفضله وامتنانه، وأنه لم يوجب على الله إجابته في دعائه، إلا بفضل الله ورحمته، وجوده في عطائه، هذا وزكريا نبي من أفاضل الأنبياء، في طاعة الله وعمل البر والتقى.
  · قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ}[مريم: ٥]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه، فيما يذكر عن نبيه زكريا #: {وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا}؟
  فقال: الموالي فهم: العصبة الوارثون، وقوله: {خفت} فهو: خفتهم على دينك أن يعطلوه من بعدي، ويرفضوه بعد وفاتي، ولا يقومون بما أوصيتني به وأمرتني؛ فسأل ربه أن يهب له عقبا ولدا ذكرا، يرثه حكمته وعلمه، ويرث حكمة آبائه وأجداده آل يعقوب؛ فأجابه الله، فوهب له يحيى صلى الله عليهما، ومعنى قوله: {كانت امرأتي عاقرا}، والعاقر: التي لا تلد.
  · قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ٨}[مريم: ٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #: