تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين 7}

صفحة 321 - الجزء 2

سورة القصص

  

  · قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧}⁣[القصص: ٧]

  قال في كتاب المجموعة الفاخرة، وقد ذكر الآية في سياق جواباته على ابن لحنفية، فقال:

  إن الله لما أن علم أنه إذا ألقى على موسى صلى الله عليه من المحبة التي ذكر أنه ألقاها عليه في قوله: {وألقيت عليك محبة مني}، فلما ألقى عليه المحبة أحبته لذلك امرأة فرعون، فسألت فرعون تركه، عند ما هم به من قتله، حين تبين له ما كان من فعله في صغره، فتركه لها، وصفح عنه لحب محبتها، واتباع سارها؛ فكان ذلك نجاة لموسى مما هم به فيه فرعون، الكافر الملعون؛ فلما أن علم الله سبحانه أن ذلك سيكون من اختيار فرعون، وأنه سيختار إجابة امرأته إلى ما طلبت من ترك قتل نجي الله - حكم عليه بما علم من صيور أمره، فكان ما ألقى عليه من المحبة منه سبحانه سببا لنجاته، فنجاه الله من فرعون، ورده إلى أمه؛ كي تقر عينها ولا تحزن. فأخبر الله في ذلك، ووعدها ما وعدها؛ لعلمه بما سيكون، من امرأة فرعون، وطلبها في موسى، وإجابة فرعون لها، كما أخبر عما يكون يوم الدين؛ فهذا معنى ما ذكر الله من ذلك إن شاء الله.