قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها 69}
  · قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}[الأحزاب: ٥٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  الجلابيب: المقانع التي يسترن بها وجوههن وشعورهن؛ يقول الله: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، يعني تبارك وتعالى: {ذلك أدنى}: أحرى وأشبه بأن يعرفهن السفاء والأشرار، ويعلمون بما يصرن إليه من الخفاوة والاستتار، فيعلمون - لما يرون في ذلك من حالهن -: أنهن لا يردن التبرج ولا الزينة، ولا إطماع أهل السفه والفجور في أنفسهن، فلا يؤذيهن الفجار بكلام في فحش، ولا يتعرض لهن بقول رديء محرم موحش.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ٦٩}[الأحزاب: ٦٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}؟
  فقال: هذا نهي من الله سبحانه عن أذية الأنبياء، والاجتراء عليهم في سبب من الأسباب أو معنى. وقد قيل: إن الذين آذوا موسى صلى الله عليه هم الذين قالوا: «ساحران تظاهرا»؛ فنسبوا إليه وإلى أخيه السحر، فبرأه الله من ذلك بما أفلج من حجته، وأظهر من حقه، عند تلقف عصاه إفك السحرة، وإبطال الله لسحرهم،