قوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين 24}
  قيل: إن بقيتهم اليوم بجبلي طي، وتلك النواحي.
  وفي قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ١٧}[سبأ: ١٧]: قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {وهل نجازي إلا الكفور}، فقلت: أرى الجزاء ليس هو إلا للكفور وحده؟
  قال أحمد بن يحيى ~: هذا من الإضمار الذي ذكرت لك في القرآن، والمعنى فيه: وهل يجازى بالعقوبة إلا الكفور؛ ومثله من الإضمار: ما ذكرت في قوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم}، ولم يذكر بعده شيئا؛ والإضمار مشهور في لغة العرب، قد قدمنا ذكره في هذه المسائل بما فيه الكفاية إن شاء الله، ومن ذلك قول الأعشى البكري:
  أقول لما جاءني قوله ... سبحان من علقمة الفاخر
  يريد: سبحان الله، فأضمره ولم يذكره.
  · قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤}[سبأ: ٢٤]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، فقلت: إن قال لنا قائل: هذا القول يوجب [الشك](١)، فما الرد عليه؟
  قال أحمد بن يحيى @: هذا على المداراة وحسن المعاملة، كما يقول الرجل لصاحبه: «والله إن أحدنا لكاذب»، وهذا من إنصاف الكلام؛ لأن أقبح
(١) ما بين القوسين من هامش النسخة المنقول منها.