تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين 222}

صفحة 101 - الجزء 1

  أوساخهن، وما كن فيه من دمائهن ... (إلى آخر كلامه #).

  وقال في كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم # في تأويل قوله تعالى: {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ}، ما لفظه:

  تأويل ذلك: ايتوهن من حيث أمركم الله في القبل، لا في الدبر؛ لأن الدبر ليس بمكان محترث، ولا يصلح فيه شيء من الحرث، وفي ما ذكرنا من القبل: مبتغى الولد والنسل، وفي ذلك من نعم الله وإحسانه، وموهبة الله للولد وإنشائه ما يقول سبحانه لمن صام في ليالي الصوم، وما حرم الله في ذلك عليهم في نهار كل يوم: {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}⁣[البقرة: ١٨٧]، والابتغاء: فإنما هو في القبل لا في الدبر، وتأويل {ما كتب الله لكم} هو: ما علم الله أنه سيكون من نسلكم.

  وفي مجموع الإمام المرتضى بن الهادي # قال:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولا تقربوهن حتى يطهرن

  قال محمد بن يحيى #: هذا أمر من الله ø للمؤمنين، ودلالة على ما هو أرشد لهم وأزكى عنده.

  ومعنى قوله: {لا تقربوهن حتى يطهرن} فهو: لا تدنوا منهن، والدنو فهو: الجماع، {حتى يطهرن}، ومعنى {يطهرن} فهو: يتطهرن بالماء من دنس الحيض، وأوساخه.

  وقلت: هل أراد بالتطهر انقطاع الدم أم الغسل؟

  قال محمد بن يحيى #: والذي أراد به ø انقطاع الدم والغسل؛ لأنه لا تقع طهارة إلا من بعد الغسل لما كان من الدرن، والإنقاء بالماء لما كان غير طاهر ... (إلى آخر كلامه #).