قوله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون 158}
  البحر، واصطكت أمواجه، وأحلكت عليهم الظلمة، فقالوا: هذا لأن فينا مذنب. فقال #: «أنا ذلك المذنب، فأمروا بي، ولا تهلكوا بسببي.»، وقد كانوا شاهدوا صلاحه #، فقالوا: ما نرجوا النجاة إلا بك؛ ولكنا نساهم بيننا، فمن خرج سهمه كان إياه. فساهم #، فخرج سهمه، فرموا به في البحر، فالتقمه الحوت، وكان من أمره ما قصه الله سبحانه وتعالى؛ وذلك بإذن من الله سبحانه، أو كان يجوز في شرعه # [أن] يعرض الإنسان نفسه للهلاك عند المعصية؛ فاعلم ذلك.
  · قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧}[الصافات: ١٤٧]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  فقال: أو يزيدون؛ فأثبت الألف وهو لا يريدها، فخرج لفظ الكلام لفظ شك، ومعناه معنى إيجاب وخبر، أراد سبحانه: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون على مائة ألف.
  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ١٥٨}[الصافات: ١٥٨]
  قال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:
  يقول: لقد علمت الجنة إنهم لمعذبون، ثم استثنى المؤمنين منهم، فقال: {إلا عباد الله المخلصين}؛ و «محضرون» هاهنا بمعنى: معذبين؛ قال الله تعالى: {قال تالله إن كدت لتردين ٥٦ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ٥٧}[الصافات]، وقال تعالى: {فكذبوه فإنهم لمحضرون ١٢٧ إلا عباد الله