تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب 34}

صفحة 437 - الجزء 2

  محبوب دنياهم، وأن ذلك لا يساوي أكبر كبيرة، وأكبر ما يعظمون من عظمته شيئا من ذكر ربهم، وطاعة مولاهم، وأراد تأديب نفسه إذ غفل ساعة واحدة بالخيل عن ذكر ربه.

· قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ٣٤}⁣[ص: ٣٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب

  فقال: معنى قوله: {فتنا سليمان}، يقول: امتحناه، وإنما كان ذلك من أجل ما سألته ملكة سبأ، من طلبها حين طلبت منه قربانا تقرب به، على ما كانت تفعل في قديم أفعالها، فسألته صلى الله عليه أن يأذن لها في بقرة فلم يجبها، ثم سألته شاة فكره ذلك عليها، ثم طيرا فأعلمها أن ذلك لا يحل لها، فوقعت في صدرها جرادة، فقالت: فهذه الجرادة ائذن لي فيها. فتوهم وظن أنها مما لا إثم عليها فيها؛ إذ كانت مما لا يقع عليه ذكاة، فسكت ولم يمنعها عن ذلك، فقطعت رأس الجرادة، وأضمرت أنها قربان؛ فلما خرج صلى الله عليه يريد أن يتطهر على جانب البحر، نزع خاتمه من يده، وكان لا يتطهر حتى ينزع الخاتم من يده، وهذا الواجب على كل متطهر، إذا أراد أن يتطهر من جنابة أو غيرها للصلاة: أن ينزع خاتمه، أو يديره في إصبعه؛ حتى يصل الماء إلى البشر الذي يكون تحته، وينقى من الدرن ما حوله. فلما نزع الخاتم، ومضى لطهوره - خرج حوت من البحر، فابتلع الخاتم، وذهب في البحر، فلما فرغ سليمان من طهوره - نظر إلى الموضع الذي كان وضع فيه خاتمه، فلم يجده، فعلم أن ذلك لسبب قد أحدثه، وأن الله سبحانه