تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {أني مسني الشيطان بنصب وعذاب 41}

صفحة 442 - الجزء 2

  يبلغ إليه كيد الشيطان، ويدخل تحت مقدوره.

  فأما تلك الآلام والأجسام، التي حدثت فيه # - فلا قادر عليها إلا الله سبحانه؛ بالآثار والدلالة، وقد روينا للإمام الناصر لدين الله، أبي الفتح بن الحسين الديلمي ~ في كتاب البرهان في علوم القرآن: أنه # لما نزلت به الحادثة في النفس والمال والولد قال ~: «اللهم الآن ما⁣(⁣١) أنعمت علي الإنعام كله، كنت بالنهار يشغلني حب الدنيا، وبالليل يشغلني حب العيال، والآن أفرغ لك بسمعي وبصري»، فوفى ~ لربه من إفراغ السمع والبصر بما قال، ولو انتهينا إلى غاية معنى هذه الآية لخرجنا إلى الإسهاب. ويشهد بصدق رواية الناصر # عن أيوب #: ما روينا بالإسناد الموثوق به، إلى أبينا علي بن أبي طالب #: أنه قال في بعض مفرداته في حمد ربه:

  عطيته إذا أعطى سرورا .... فإن سلب الذي أعطى أثابا

  فأي النعمتين أجل قدرا .... وأعظم في عواقبها إيابا؟

  أنعمته التي أهدت سرورا .... أم الأخرى التي دخرت ثوابا!؟

  واعلم - وفقك الله تعالى - أن من جهل نعمة الله في المكاره، ولم يعرفها إلا في اللذات والمشتهيات - فقد جهل شطر الحكمة.


(١) «ما» زائدة، أو مُدِّيَّة. تمت من هامش نسخة.