تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {له مقاليد السماوات والأرض}

صفحة 458 - الجزء 2

  قابضا عليه؛ أما سمعتم قول الشاعر:

  إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين

  أي: بالعزة والقدرة. وقال عدي بن زيد:

  فردته فضعف ما أتاها ... ولم تعقد على المال اليمينا

  وقال حسان بن مرة:

  يديان بيضاوان عند محلم ... قد يمنعانك بينهم أن تهضما

  وإنما المعنى: النعمة.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته أيضا عن: قول الله سبحانه: {والسماوات مطويات بيمينه

  إنما يريد سبحانه: قدرته عليهن، ونفاذ أمره وقضائه وحكمه جل ثناؤه فيهن؛ لأن كل ما كان من الأشياء مطويات في يمينك - فأنت عليه أقدر منك على غيره من جميع شأنك، ومن كان في يديه شيء مطوي كان على حفظه كله قويا. ولا يتوهم: أنهن مطويات في يمينه كطي الثياب، إلا عمي جهول لعاب، وما في ذلك - لو كان كذلك - من الإكبار، ومن القوة والاقتدار؟!

  وأما قبضته وإحاطته وقدرته - فذلك أنه يقال لمن كان محيطا بشيء وقادرا عليه، إذا سئل عنه من يعرفه: هل له قدرة فيه؟ قال: نعم، والله ما هو إلا قبضته، وفي يده. وليس يريد بذلك إذا قاله قبضة الكف، والله لا شريك له متعالي عن أن يوصف من أوصاف الإنسان بوصف.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قوله سبحانه: {والسماوات مطويات بيمينه} فإنما أراد تبارك وتعالى: أنها تطوى يومئذ - مع عظمها وكبرها - بقوته وقدرته؛ تمثيلا بما يطوى باليمين،