تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون 67}

صفحة 459 - الجزء 2

  فيكون مطويا بلا عون معين؛ أخبر سبحانه عن قدرته، وقهره لكل ما أراد بقدرته.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {والسماوات مطويات بيمينه

  وهذا - رحمك لله - مثل ضربه الله لهم، مما تعرفه العرب وتمثل به؛ وذلك: أن العرب تقول لمالك الشيء: «هو في يده»، وهو في يمينه، وهي تريد بذلك تأكيد الملك له؛ لأن كل ما كان بيد المالك فهو أقدر ما يكون عليه؛ واليد في كلام العرب هي: الملك؛ ألا تسمع كيف يقول العرب: «بلاد كذا وكذا في يد فلان، قرية كذا وكذا في يد فلان»، وتقول العرب: «بنو فلان في يد فلان»، يريدون: في طاعته وملكه، لا بين أصابعه ولا في كفه؛ فأرادوا بذلك الملك، ونفاذ الأمر فيهم، لا القبض بالأصابع، والضم لها عليهم؛ فأخبر الله تبارك وتعالى: أن مقدرته على ما ذكر من السماوات المطويات فوق مقدرتهم على ما هو في ملكهم؛ فأما قوله: {مطويات بيمينه} فإخبار منه لهم: أن السماوات مطويات في ملكه، متصرفات في أمره، مجموعات في حكمه، كما يجمع الشيء المطوي جامعه، ويحوزه ويضم عليه طاويه؛ فمثل لهم أمر نفاذ حكمه في السماوات، وقدرته عليهم: بما يعرفون من مقدرتهم على ما يطوونه وينشرونه، من كتب أو صحف، أو غير ذلك من المطويات المملوكات؛ فهذا ما عنه سألت، من قول الله سبحانه في السماوات: أنهن مطويات.

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  ومعنى قول الله: {والسماوات مطويات بيمينه}، يريد: بقدرته، ومثل ذلك موجود في لغة العرب، قال الشاعر، وهو الشماخ: