قوله تعالى: {رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق 15 يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار 16}
  صاروا إلى النار بغضوا أنفسهم، وتمنوا أنها كانت في التراب هالكة، كما كانت بالية فانية، فنادتهم ملائكة الله عند ذلك، فأخبرتهم أن مقت الله لهم في هذا الوقت أكبر من مقتهم لأنفسهم، فردوا على ملائكة الله ما تسمع من هذا القول، من قولهم: {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل}، يقولون: جعلتنا في أصلاب آبائنا ماء مهينا مواتا؛ فهذه: الموتة الأولى، ثم أمتنا من بعد الحياة الأولى والإيجاد، فصيرتنا إلى القبور؛ فهذه: اثنتان، وأحييتنا الحياة الأولى، التي جعلتنا في بطون أمهاتنا أجساما وأرواحا، من بعد أن كنا نطفة وعلقة ومضغة مواتا، لا حياة فينا، ثم أحييتنا الحياة الثانية، وهي نشرك لنا من القبور بعد الفناء، وإخراجك إيانا بعد الفناء والبلاء، من أجداثنا أجساما متجددة أحياء؛ فهذه الحياتان والميتتان. ثم قالوا: {فهل إلى خروج من سبيل}، يقول: هل إلى رجعة إلى الدنيا من سبيل، فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل؛ إذ قد رأينا وأبصرنا، وعاينا وشاهدنا، واعترفنا بذنوبنا. ومعنى {اعترفنا} فهو: أقررنا بها، وشهدنا على أنفسنا بما كان منها.
  · قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ١٥ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ١٦}[غافر: ١٥ - ١٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  قوله سبحانه: {ذو العرش} فتأويله: ذو الملك، لا يتوهم ذلك: كرسي منصوب، لقوائمه في جوانبه ثقوب.
  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #: