قوله تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون 83}
  أصلح له - ما يعوض من دعوته تلك، ويدخر له منها.
  · قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٨٣}[غافر: ٨٣]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا يستهزئون}؟
  فقال: المعنى في ذلك: أن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وعلى آله بخبر هؤلاء الذين جاءتهم رسلهم بالبينات، فكذبوا بها وفرحوا بما عندهم من العلم، والعلم الذي فرحوا به فهو: ما كان عندهم، من أخبار من كان قبلهم، ممن عصى الله من آبائهم، ممن تحل به نقمه، وإخزاء الله لأعدائه به، فقالوا لرسلهم: قد جاء غيركم آباءنا بمثل ما قد جئتم به، فلم ينزل بهم إذ عصوهم ما تعدوننا أنتم: أنه ينزل بنا إذا عصيناكم، ففرحوا بما عندهم من علم سلامة من سلم من آبائهم، من علم من وقع به العذاب من أوائلهم، ففرحوا بسلامة السالمين، وطمعوا بمثلها، ولم يخافوا ما نزل بالمعذبين، فيتوقعوا أكبر منها، حتى جاءهم ما كانوا به يستهزئون، من هذا الوعيد الذي وعدهم به ربهم من العذاب؛ إذ لم يزالوا به مكذبين مستهزئين، حتى حاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ومعنى: {حاق} فهو: وقع ونزل.