تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم 51 وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم 52}

صفحة 485 - الجزء 2

  الدنيا، ويرى ذلك في طرفه ظاهرا لا يخفى، إذا قارب من يهابه من الجبارين، أو واجه من يخشى منه من السلاطين؛ والخاشع فهو: المطأطئ الرأس، المنكس إلى الأرض. ومعنى: {الذين خسروا أنفسهم وأهليهم} فهو: من ذهبت منه نفسه بالعذاب، وحصلت بسوء فعله في العقاب. {وأهليهم} فقد يخرج على معنين:

  إما أهله الذي كان يعرفهم في الدنيا، ويألفهم فيها، فخسرهم بمفارقتهم: إما بمصيرهم إلى عذاب أليم، وإما بمصيرهم إلى ثواب كريم؛ ففي كلا المعنيين قد خسرهم الكافر.

  والمعنى الأول⁣(⁣١) فقد يخرج على: أن الأهل هم حوريات الجنة، اللاتي جعلهن الله ثوابا للمؤمنين، وخلقن أهلا للمتقين؛ فكان من عمل بغير الهدى، وجنب عن التقوى خاسرا للأهل الذين جعلوا للمتقين، فخسرهم الفاسقون؛ بفعلهم ما لا يجب الحوريات لمن فعله، ولا ينالهن.

  · قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ٥١ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢}⁣[الشورى: ٥١ - ٥٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب


(١) كذا في النسخة المنقول منها، والصواب: «والمعنى الثاني»؛ تأمل. (جامعُهُ).