قوله تعالى: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون 57 وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون 58 إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل 59 ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون 60 وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم 61}
  الذكر وقبوله له؛ يسأل بأي حجة كذب وصدق، وبأي معنى أعرض عن الحق. ومعنى قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} فهو: سل كتبهم، وفتش أخبارهم، واسأل عما فرضنا عليهم، مما أتوا به ذاعنين؛ فانظر: هل تجد في هذه الكتب التي أتوا بها منا، الذين أبلغوا منهم عنا - شيئا مما عليه من أشرك بنا، واتخذ آلهة من دوننا، وعبد شيئا من دون عبادتنا؛ فلن تجد ذلك أبدا في شيء من كتبنا، ولا مما جاءت به رسلنا، وإنما ذلك خطأ من فاعله، واجتراء ممن يعبد شيئا من دون خالقه. وقد نهاهم الله سبحانه عن عبادة غيره، وأمرهم بالعبادة له.
  · قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ٥٧ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ٥٨ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٥٩ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ٦٠ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ٦١}[الزخرف: من ٥٧، إلى: ٦١]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولما ضرب بن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ٥٧}، إلى قوله: {هذا صراط مستقيم ٦١}؟
  فقال: روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي # ذات يوم: «يا علي، لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح # - لقلت فيك مقالا لا تمر بملإ إلا أخذوا من أثرك التراب، يبغون به البركة، غير أنك يكفيك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي». فقال المنافقون، لما أن سمعوا ذلك: ما رضي محمد أن يضرب لابن