قوله تعالى: {وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ...}
  وقد روي في الطاعون رواية عن النبي ÷ أنه قال: «لا تدخلوا عليه، ولا تفروا منه»، وأما الأمراض فينبغي للرجل إذا دخل بلدا وبيا ذات دم: أن يتجنبه ويخرج منه، ولا يغرر بنفسه؛ فإن الله ø قد جعل لعباده عقولا يميزون بها ما فيه لهم من الصلاح والسلامة؛ فلا ينبغي لعاقل أن يتلف نفسه بركوب المهالك.
  · قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ...}[البقرة: ٢٤٧]
  قال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا}، فقلت: أكان داود أم غيره؟
  قال محمد بن يحيى ¥: ليس هو بداود؛ ولكنه نبي من أنبياء بني إسرائيل، وإنما داود # كان من بعد قيام طالوت، وداود فهو الذي قتل جالوت، وكان من خبر داود وطالوت - ما قد بلغكم من عجائب أخبارهما، وطرائف حديثهما، وما كان من جراءة طالوت على داود، ونكباته فيما كان جرى بينه وبينه.
  وفي البساط للإمام الناصر الأطروش، عند ذكره قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ ... الآية}؛ قال:
  إن الاصطفاء: الاختيار من الله ... (إلى آخره).