قوله تعالى: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين 38 فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون 39 فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم 40 وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم 41 ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم 42}
  فقال: {ضيف إبراهيم} هم: الملائكة التي أرسلها الله إلى لوط تنجيه وأهله، وتهلك قومه الذين يعملون السيئات، أتوا إلى عند إبراهيم بديا، {فقالوا سلاما}، سلموا عليه، فرد $، ثم قال: {قوم منكرون}، أي: لا نعرفكم من أهل دهرنا، ونحن ننكر خليقتكم وصوركم. {فراغ إلى أهله}، يقول: عطف إلى أهله ومنزله، فجاء إلى القوم بعجل سمين مشوي، يطعمهم إياه، فوضعه بين أيديهم، ثم قال: {ألا تأكلون}، {فلما رأى} صلى الله عليه {أيديهم لا تصل إليه}[هود: ٧٠] كما ذكر في غير هذه السورة - {فأوجس منهم خيفة}، والخيفة فهي: الفزع والمخافة، ومعنى: {أوجس}: أحس منهم بالحق، وعلم عند ذلك أنهم ملائكة، فقالوا له: {لا تخف وبشروه بغلام عليم}: بإسحاق صلى الله عليه، فوهب الله له إسحاق بعد إسماعيل @، كما قال في غير هذه السورة.
  · قوله تعالى: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ٣٨ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٣٩ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ٤٠ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ٤٢}[الذاريات: من ٣٨، إلى: ٤٢]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين ٣٨}، إلى قوله: {كالرميم ٤٢}؟
  فقال: يريد: وفي موسى آيات وعبرة. {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين}، يريد: بحجة وبرهان مبين. {فتولى بركنه}، يريد: بجانبه، أي: حول