تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فتول عنهم فما أنت بملوم 54 وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 55}

صفحة 38 - الجزء 3

  · قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ ٥٤ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥}⁣[الذاريات: ٥٤ - ٥٥]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #، بعد ذكره للآية:

  فأمره بالتولي عمن عصاه، والتنحي عمن أباه، وأخبر أنه من بعد الاجتهاد غير ملوم في تركهم، ولا بمعاقب في رفضهم، ثم أمره بالتذكرة للعالمين، والدعاء لجميع المربوبين، وأخبره أن ذلك ينفع المؤمنين، وكلما ينفع المؤمنين من العظة والتذكرة فهي حجة الله على العصاة الكفرة، فإذا ابتلي بذلك من أتباعه، وخافهم على دين ربه، فليتنح عنهم إلى غيرهم، وليجتهد في الطلب لما له قصد، ولله فيه انتدب، ولا يفتر ولا يني، ولا يهن في أمر الله ولا يضعف؛ فإن الله يقول سبحانه: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}، ويقول سبحانه: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}. قال يحيى بن الحسين ~: كذلك فعل الحسن بن علي #، حين خولف وعصي، ولم يجد على الحق متابعا ولا وليا، فخرج لما أن أخرج، وترك لما أن ترك، ثم كان من بعد ذلك متربصا راجيا، طامعا بالأعوان المحقين، ليقوم بما ألزمه الله من جهاد الظالمين، فإذا صار الإمام من خذلان الرعية له، والرفض لأمره، وقلة الأنصار على حقه، إلى ذلك - فعل كما فعل الحسن # من قبله.