قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56 ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون 57 إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين 58 فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون 59}
  · قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ٥٨ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ٥٩}[الذاريات: من ٥٦، إلى: ٥٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ٢٦}، إلى قوله: {فلا يستعجلون ٥٩}؟
  فقال: هذه شهادة من الله، وقول بالحق، وإخبار عن فعله الصدق: أنه لم يخلق خلقا إلا لطاعته، والعمل بمرضاته، لا ما يقول الكفرة الفاسقون، الجورة المجترؤن من أنه خلق فريقا للمعصية، وفريقا للطاعة، فأكذبهم الله تبارك وتعالى بما ذكر في هذه الآية. ثم أخبر: أنه لم يخلقهم ليرزقوه ولا ليطعموه، وإنما على هذا المثل؛ تبارك الله وتعالى عن الأكل والشرب، والحاجة إلى الرزق، والذي ليس كمثله شيء، ولا يشبهه شيء، وهو على خلاف كل شيء، مباين لكل شيء، وهو السميع العليم. ثم أخبر أنه الرزاق غير المرزوق، الذي لا يحتاج إلى المخلوقين، وهم إليه محتاجون، وإلى رزقه وفضله مضطرون. {ذو القوة المتين}، يقول: ذو القدرة والسطوة، والمتين فهو: القوي العزيز، العظيم المحال، الشديد النكال. {فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم}، يقول: سجال من العذاب واقع بهم، كما نزل بالأولين العاصين. وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  لنا ذنوب ولكم ذنوب ... فإن أبيتم فلنا القليب
  يقول: لنا جزء ولكم جزء، ولنا دلو ولكم دلو، فإن أبيتم أن نستقي