تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إذا وقعت الواقعة 1 ليس لوقعتها كاذبة 2 خافضة رافعة 3 إذا رجت الأرض رجا 4 وبست الجبال بسا 5 فكانت هباء منبثا 6 وكنتم أزواجا ثلاثة 7 فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة 8 وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة 9 والسابقون السابقون 10 أولئك المقربون 11 في جنات النعيم 12 ثلة من الأولين 13 وقليل من الآخرين 14 على سرر موضونة 15 متكئين عليها متقابلين 16 يطوف عليهم ولدان مخلدون 17 بأكواب وأباريق وكأس من معين 18 لا يصدعون عنها ولا ينزفون 19}

صفحة 91 - الجزء 3

  السرر فهي: السرر المعروفة باسمها، موضونة فهي: منسوجة معمولة، وهي: سرر تنضد للمؤمنين بالذهب والجواهر. {متكئين عليها متقابلين}، معنى: {متكئين} فهو: مضطجعون على جنوبهم، متقابلون فهو: بعضهم حذاء بعض، مقابل له. {يطوف عليهم ولدان مخلدون ١٧ بأكواب وأباريق وكأس من معين ١٨}، والولدان فهم: الوصفاء، والمخلدون فهم: الباقون، الذين لا يفنون ولا يزالون في الآخرة. {بأكواب وأباريق}، فالأكواب فهي: ضرب من آنية من آنية الشرب، تكون من الجوهر، من الدر والياقوت، يشرب فيها المؤمنون في الآخرة، {وأباريق} فهي: الأباريق المعروفة في الدنيا من الصفر، ومن الفضة والذهب، يعملها المتجبرون، فتكون في الآخرة من الدر والياقوت وأنواع الجوهر. {وكأس من معين}، فهي: الخمر خمر الآخرة التي {لا يصدعون عنها ولا ينزفون}، كما يصدع شراب خمر الدنيا منها وينزفون، والنزف فهو: القيء، وغير ذلك مما يكون من شراب الخمر في ما ذكر لنا عنها، الله أعلم بأمرها، فقد ذكر أنهم ينزفون من طرفيهم من فوق، ومن أسفل إذا شربوها. ومعنى {ينزفون} فهو يخرج منها، وينزف ما في بطونهم؛ فأخبر الله تبارك وتعالى: أن خمر الآخرة لا ينزل بشاربها ما ينزل بشارب خمر الدنيا من الآفات؛ بل خمر الآخرة فيها اللذات والطيبات، والصحة والسلامة، والنعمة الكاملة، تم ولله الحمد.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @، في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠}:

  قال الإمام أبو الحسين زيد بن علي @: هو رجل واحد نزلت فيه هذه الآية، وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وهو أول من سبق إلى الإسلام.