تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يخرجونهم من النور إلى الظلمات}

صفحة 123 - الجزء 1

  والوجه الثالث من الطاغوت: فقد جاء في الرواية أنه يعني به كعب بن الأشرف اليهودي، الذي قتله رسول الله ÷، فذلك قوله في سورة البقرة: {والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}؛ فهذا: جماعة؛ فافهم ذلك إن شاء الله.

  · قوله تعالى: {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}⁣[البقرة: ٢٥٧]

  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الإمام الهادي #:

  وسألت عن قول الله سبحانه: {يخرجونهم من النور إلى الظلمات}، فقلت: يجوز أن يخرجوهم من النور، وهم لم يكونوا فيه قط؟

  قال أحمد بن يحيى @: هذا كثير في كلام العرب، موجود في لغاتهم، يقول القائل منهم: «أخرج فلان ابنه من ميراثه»، والرجل حي لم يمت، ولم يورث بعد، ولم يكن قد دخل فيه كالدخول الذي يعرف، ونحو قول العرب: «اللهم أدخلنا الجنة، وأخرجنا من النار»، وهم لم يدخلوها قط، وقوله: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق}، يعني: ثم صاروا إلى الله، وكقولهم: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر}، وهو لم يكن فيه قط، حتى بلغ وقته من الكبر والمشيخ؛ قال الشاعر:

  حتى يعود بسواد القار كاللبن ...

  ولم يكن القار أبيض قط، فقال: عاده؛ لجوازه في اللغة.