تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 256}

صفحة 122 - الجزء 1

  وعلى الدخول في دينهم والرجوع، فلما أن انتقض العهد الذي كان بين رسول الله وبينهم - أمره الله: ألا يرد إليهم أحدا ممن يهاجر إليه، وأعلمه: أن الحق قد بلغ منتهاه، وقامت شرائع الدين، وظهرت أمور الله، وأنه لا سبيل للكفرة إلى إكراه أحد ممن اختار دين محمد صلى الله عليه، ولا رده إلى دينهم، ومنعهم - لهذا القول - مما كانوا يفعلون بمن هاجر، ومنع الرسول به من رد أحد ممن يهاجر إليه إلى قريش، وأعلمه: أن الرشد قد تبين من الغي؛ والرشد هاهنا فهو: الحق والهدى، وقيام الحجة على الكفرة الأعداء، والغي فهو: الباطل الذي كانوا فيه من كفرهم وغيهم، ثم أذن لرسوله صلى الله عليه في أن يضع عليهم السيف حتى يسلموا، أو يبيدهم بالسيف، ومنعه من كل هدنة ومرافقة، وأمره بقتلهم إن لم يدخلوا كافة في الإسلام، ولم يرض في العرب إلا: بالقتل والإسلام، لا غير ذلك، ولم يجز: له أن يقبل منهم جزية، كما قبل من الإسرائيليين من أهل الكتابين؛ فهذا تفسير: {لا إكراه في الدين} ... (إلى آخر كلامه #)

  وأما قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّه}:

  فقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الإمام الهادي #:

  قال أحمد بن يحيى @: تفسير الطاغوت على ثلاثة أوجه في القرآن:

  الوجه الأول من الطاغوت: يعني به الشيطان، فذلك قوله في سورة البقرة: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله}، يعني به: الشيطان، فنظيرها في سورة النساء حيث يقول: {والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت}، يعني: في طاعة الشيطان؛ فهذا: مذكر.

  والوجه الثاني من الطاغوت: يعني به الأوثان، فذلك قوله في سورة الزمر، يقول: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها}، يعني: والذين اجتنبوا عبادة الأوثان؛ فجماعة الأصنام: مؤنثه.