تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون 22}

صفحة 102 - الجزء 3

  فرض الله على من آمن: أن لا يواد من قريب قرائبه ممن سمى على ارتكاب معصيته ومحادته، ولغرض عصية.

  وقال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  قال يحيى بن الحسين ~: لا تحل مكاتبة الظالمين، ولا تحل مؤانستهم بكتاب ولا غيره للمؤمنين؛ لأن في المكاتبة لهم تطمينا وتحننا إليهم، وما تدعو المودة بينهم، وقد قال الله سبحانه: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}، إلى آخر السورة. قال يحيى بن الحسين ¥: إلا أن يضطر مؤمن إلى مكاتبة ظالم لضرورة يخاف فيها إن ترك مكاتبته تلف نفسه، فيكاتبه عند وقت الضرورة، ويقطع مكاتبته عند الفسحة، ويعتذر إلى الله ø في ذلك بما قد علمه له سبحانه من العلة، ويتحرز في مكاتبته إليه مما لا يجوز له من اللفظ أن يلفظ به لمثله، ولا يركن إليه بمكاتبته في شيء من أمره؛ فإن الله يقول: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}⁣[هود: ١٣].

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  قول الله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}، يقول: إنه قد أرسخ في قلوبهم الإيمان، حتى صار مثل الخلق، كما قال تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم}⁣[الحجرات: ٧].

  وقال في شرح الرسالة الناصحة للإخوان للإمام عبد الله بن حمزة #، في الاستدلال بهذه الآية على وجوب الولاء والبراء:

  ووجه الاستدلال بهذه الآية: أن الله تعالى نفى الإيمان عمن ود من حاد الله سبحانه، ورسوله ÷، من قريب وبعيد على سبيل العموم؛ بل قد زاد سبحانه ذلك بيانا بذكر الآباء ولا أخص منهم، والأبناء ولا أقرب