تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون 7}

صفحة 119 - الجزء 3

  معاصي الله وذنوبه، التي تكتب عليه في كل يوم وساعة، تزيد ولا تنقص إلا جملة؛ قياسا على ما تقدم وصفنا إياه من زيادة الإيمان. وإني لأكثر التعجب من قوم يسمعون الله سبحانه يصف في محكم كتابه الإيمان بالزيادة، ويقولون هم: لا يزيد.

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:

  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

  قول الله ø: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}: هذا خبر من الله تبارك وتعالى، أنزله إلى رسوله صلى الله عليه وآله، يخبره بضمير المنافقين، عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه، وهو رأس المنافقين؛ فكان هو وأصحابه - عليهم لعنة الله - يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، فيقولون إذا حضروا المجلس، وسمعوا ما يتلو من آيات الله، وبراهين نبوته: {نشهد إنك لرسول الله}؛ رياء منهم ونفاقا، ومراءاة للناس وشقاقا؛ فأخبره الله أنهم كاذبون في قولهم، وما يعلنون من تصديقهم بنبي الله، والإقرار به، وأعلمه أنهم يضمرون ما لا يبدون، ويقولون غير ما يعتقدون؛ فقال سبحانه: {إذا جاءك المنافقون}.

  يريد بقوله: {جاءك}: أتاك. {المنافقون} فهم: الذين يقولون غير ما يضمرون، وينافقون رسول الله فيما به يتكلمون. فـ {قالوا} معناها: تكلموا، وذكروا. {نشهد} معناها: نقر ونعلم، ونعتقد ونفهم. {إنك لرسول الله} معناها: أنك أنت رسول الله. {والله يعلم إنك لرسوله}، يقول: الله أعلم ما أرسلك به، وحقيقة بعثه لك إلى خلقه، واحتجاجه برسالتك على بريته. {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}، معنى قوله: {والله يشهد} فهو: الله يعلم أن