تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {بيده الملك}

صفحة 178 - الجزء 3

  الله لو فعلنا ذلك من المثابين، وبنعمته وكرامته من الفائزين.

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:

  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

  قول الله تبارك وتعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير}، معنى {تبارك} هو: تعالى وتقدس، وجل وعظم من كل ما يقول فيه المشركون، وينسب إليه الملحدون. {الذي بيده}، معنى {الذي} فهو: من بيده، معنى {الملك}، والملك فهو: الخلق كله، ما خلق الله وذرأ وبرأ، من جميع الأشياء، من السموات كلهن، والأرضين بأسرهن، وما فوقهن وما تحتهن، وما خلق الله فيهن وبينهن، فكل ذلك فهو: الملك؛ والملك فهو: عرشه، وعرشه سبحانه: فملكه، وملكه فهو: ما جعل وفطر، وما خلق سبحانه من الأشياء فصور. {وهو على كل شيء قدير}، يقول سبحانه: هو على ما يشاء فعله فهو قادر أن يفعله، لا يمتنع منه شيء فيفوته، كل شيء في قبضته، وكل شيء فهو لاحقه، ما شاء أن يفعل فعل، وما أراد أن يجعل جعل؛ فهو قدير على ذلك مقتدر، قوي على ما شاء أن يدبر.

  {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم}، معنى {الذي خلق الموت} يقول: فهو الذي جعل الموت وقدره، و الموت فهو: الفناء والذهاب من الإنسان، وخروج النفس كلها من الأبدان، والحياة فهي: حياة البشر، وحياة البشر فهي: جعل الأرواح في أبدانهم، وتقريرها في جميع أعضائهم. {ليبلوكم}، يقول: ليختبركم مما جعل في ذلك؛ لتعملوا في حياتكم بما أمركم به، وتقوموا فيها بما افترض عليكم؛ ألا تسمع كيف يقول: {أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}، يقول سبحانه: ابتلاكم بالموت والحياة، فجعل الحياة الأولى وقت