قوله تعالى: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير 10}
  فصار بحكم الله سبحانه إليها.
  {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير}، معنى {كلما} هو: إذا، ومعنى {ألقي} فهو: طرح فيها، ورمي إليها، والفوج فهو: الجماعة الكثيرة. {سألهم خزنتها} معناه: استخبروهم عن أمرهم، وسألوهم عما كانوا فيه في حياتهم، و {خزنتها} فهم: ملائكة الله الذي يخزنونها، ومعنى «يخزنونها» فهو: يحفظون من فيها، ويعذبون أهلها، ويمنعونهم من الخروج منها. {ألم يأتكم نذير}، أي فهو: سؤال من الملائكة لهم، على طريق التقريع والتوبيخ منهم لهم، لا على طريق الشك في أن النذير قد جاءهم، فقالت الملائكة صلوات الله عليها: {ألم يأتكم نذير} ينذركم هذا اليوم، ويحذركم هذا العذاب.
  {قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا}، فأقر أهل النار بأن النذير قد جاءهم، في قولهم: {بلى قد جاءنا}، ومعنى {بلى} فهو: نعم، ومعنى {جاءنا} فهو: أتانا وكلمنا، وأعذر وأنذر إلينا، {فكذبنا} يقول: صددنا عن ربنا، ولم نصدق رسولنا. {وقلنا ما نزل الله من شيء}، معنى {قلنا} أي: تكلمنا وذكرنا، واعتقدنا وأضمرنا: أنه لم ينزل الله مما جاءت به الرسل شيئا، وأن ذلك كان منهم كذبا وعتوا. {إن أنتم إلا في ضلال كبير}، فأخبروا الملائكة خزنة جهنم À بما كانوا يقولون للرسل المرسلين، من قولهم لهم: {إن أنتم إلا في ضلال كبير}، والضلال الكبير فهو: الكذب والخطأ، والعدول عن الحق والهدى، و {الكبير} فهو: العظيم الكبير.
  {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}، فهذا قول من الكافرين، أهل النار المعذبين، ومعنى {لو كنا نسمع} فهو: لو كنا في حياتنا نسمع قول الأنبياء، ومعنى {نسمع} قولهم فهو: نطيع أمرهم، ونصير إلى أمرهم وقولهم. {أو نعقل}، معنى {نعقل} أي: لو كنا نعقل ما جاؤوا به، ومعنى {نعقل} فهو: نفهمه، ومعنى «نفهمه» فهو: نصدق به ونقبله؛ ألا