تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}

صفحة 134 - الجزء 1

  فنعم هو فرض عليهم فيمن لم يأمنوا، وليس بفرض عليهم فيمن أمنوا، فاجرا كان المؤتمن أو برا، أو موسرا كان الغريم أو معسرا.

  وفي كتاب الأحكام:

  وأما قوله سبحانه: {وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه} فإنما معناها: فليتكلم الذي عليه الحق بما عليه لصاحبه؛ حتى يشهد الشهود على ما يسمعون من إقراره على نفسه.

  وأما قوله ø: {ولا يبخس منه شيئا} فهو: لا ينقص مما عليه لغريمه شقصا، ولينطق بما عليه من ذلك طرا.

  وأما قوله: {فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل}، فإن السفيه هاهنا هو: سفه العقل وقلته: إما بصغر السن، وإما بضعف العقل.

  وأما قوله سبحانه وتعالى: {ضعيفا} فإن الضعف: قد يكون ضعف العقل، أو ضعف المرض، أو ضعف العمل عن الكلام للعلة النازلة، وكذلك قوله ø: {أو لا يستطيع أن يمل هو} فقد يكون: لعيه عن حجته، أو لصغر سن أيضا، أو لعلة تمنعه من ذلك، فإذا كان ذلك كذلك وجب على الولي أن يمل ما يجب على صاحبه، وأن يبينه ويشرحه بحضرة من صاحب الدين، وإقرار منه به عند الشاهدين.

  وأما قوله ø: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم} فإنما يريد: أهل دينكم، وأهل الثقة من أهل ملتكم ممن ترضون عدالته.

  وأما قوله: {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء} فإن الله سبحانه أقام المرأتين مقام شاهد ثان؛ لضعفهما، وقلة معرفتهما بالواجب عليهما؛ ألا تسمع كيف يقول: {أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى