قوله تعالى: {فهو في عيشة راضية 21}
  ينتفع به، ولا يكون تذكرة إلا لأهل الدين والتبصرة، والذين يتفكرون فيه ويذكرونه. ثم قال: {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين ٤٩}، فأخبر سبحانه: أنه يعلم ممن نزل عليه هذا القرآن مكذبا به، غير مؤمن بغيبه، معاندا للرسول # في قوله، مخالفا له سبحانه في حكمه.
  {وإنه لحسرة على الكافرين}، يقول سبحانه: حسرة في يوم الدين على الكافرين، متحسرون عليه ألا يكونوا قبلوه، وألا يكونوا آمنوا به واتبعوه، والحسرة فهي: الندامة والحرقة، والتأسف على فوات ما فاتهم؛ إذ كان ممكنا لهم في حياتهم، فتركوه في وقت إمكانه، فتحسروا عليه بعد فواته؛ والكافرون فهم: العاصون المكذبون.
  ثم قال سبحانه: {وإنه لحق اليقين}، يريد بقوله: {وإنه} يقول: إن هذا القول الذي قلنا، والذكر الذي ذكرنا، والشرح الذي شرحنا - لحق يقين، صادق القول مبين، وآت كائن قريب من أهله، واقع بهم، نازل عن قليل عليهم.
  {فسبح باسم ربك العظيم ٥٢}، معنى {فسبح} أي: كبر وقدر وقدس، ونزه ربك إذا ذكرته بشيء من أساميه، ونسبت إليه في شيء مما يرضيه. {ربك} معناها: خالقك ومالكك. {العظيم} فهو: الواحد الجليل، الفعال لما يريد، الغالب غير مغلوب، الذي ما شاء من الأشياء أن يكون كان، بلا كلفة ولا أعوان، النافذ المشيئة، العظيم القدرة، الذي {لم يلد ولم يولد ٣ ولم يكن له كفؤا أحد ٤}، الذي {لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ١١١}[الإسراء].