تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الذين هم على صلاتهم دائمون 23}

صفحة 230 - الجزء 3

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {الذين هم على صلاتهم دائمون

  فقال: دائمون هو: متعاهدون مدائمون، لا يصلون بعضا، ويتركون بعضا، وقد قدم الله ذلك فرضا، وجعل الصلاة كتابا موقوتا، عددا وسجودا، وقياما وقعودا، فمن لم يداوم على ذلك كله، ويضع كل شيء من ذلك موضعه، فليس على صلاته بدائم، ولا بفرض فيها بقائم.

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:

  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

  قول الله ø: {سال سائل} فمعنى: {سال سائل} فهو: إخبار من الله بما سال من العذاب، ومعنى «يسيل» فهو: يأتي وينهال، ويكر في كل الأحوال، والسائل هاهنا فهو: الآتي من أمر الله وحكمه بالعذاب على أعدائه، يريد بـ {سال سائل} أي: أتى آت نازل من عذاب الله الواقع بالكافرين، ومعنى {واقع ١ للكافرين} فهو: واقع بالكافرين، فقامت اللام مقام الباء؛ لأنهما من حروف الصفات، وحروف الصفات يخلف بعضها بعضا. {ليس له دافع ٢} يريد: ليس لهذا العذاب النازل بالكافرين دافع، ومعنى {دافع} أي: مانع، ولا حاجز له عنهم ولا صارف عن الوقوع.

  ثم أخبر سبحانه: أنه من الله، فقال: {من الله ذي المعارج ٣}، يريد: أن هذا العذاب الواقع بالكافرين فهو من الله ذي المعارج، والمعارج فهي: المصاعد، والمصاعد فهي: المسالك، و المسالك هي: الطرق التي تسلكها الملائكة من السماء إلى الأرض، ومن السموات بعضهن إلى بعض.

  {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ٤}، ومعنى {تعرج} فهو: تسلك وتمضي، وتذهب وتأتي؛ والملائكة فهم: ملائكة