تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم 20}

صفحة 269 - الجزء 3

  الصلوات في الليل فرض لا نافلة، وأنها فريضة من الله واجبة لازمة - قوله سبحانه: {والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرأوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}؛ فدل قوله سبحانه: {أقيموا الصلاة}، وتوكيده فيها جل ثناؤه القراءة - على أن ذلك فرض لا نافلة، وأن ما أمر الله فيها فريضة لازمة؛ إذ لم يذكرها عن رسوله تنفلا، ولا منه ~ تطوعا، ولا زيادة على ما يجب ويحق فرضا من الصلاة عليه، كما ذكر النافلة وما جعل له بها وفيها من القربة إليه، فقال سبحانه: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}⁣[الإسراء: ٧٩]؛ فجعل تبارك وتعالى بين أمره بالفريضة والنافلة والإباحة فصولا بينة وحدودا.

  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:

  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

  قال الله سبحانه، وجل عن كل شأن شأنه: {يا أيها المزمل ١}، والمزمل فهو: الملتحف بلحافه، المتدثر في مضجعه؛ والمزمل معناها ومعنى المدثر سواء، وهذا أمر من الله سبحانه لنبيئه صلى الله عليه وآله؛ هو الذي كان مزملا.

  ثم قال سبحانه: {قم الليل إلا قليلا ٢ نصفه أو انقص منه قليلا ٣ أو زد عليه}، ومعنى {قم الليل} أي: قم لصلواتك المفروضة عليك في الليل، ومعنى {إلا قليلا} فهو: دليل على وقت الصلاة، يقول سبحانه: صل - إن كنت في أمر يعوقك عن صلاة العتمة إلى أن تدخل في الثلث الآخر - صلاة فرضك؛ فإن ذلك وقت لها، مع ما يكون من شاغل شغلك، الذي يعوقك عن