تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب 7}

صفحة 142 - الجزء 1

  الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون}⁣[يونس: ٤٤]؛ فهذا وأشباهه من كتاب الله فهو المحكم، الذي ليس فيه - بمن الله - شبهة ولا وهم.

  وأما متشابه الآيات من الكتاب، فلا يكون أبدا إلا متشابها، كما جعله رب الأرباب، فليس يحيط غيره بعلمه، ولم يكلف أحدا العلم به، وإنما كلف العلم بأنه من عند ربه، كما قال سبحانه: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب}⁣[آل عمران: ٧]، فجعل الإيمان به، والعلم بأنه من عنده فريضة عليهم في متشابه الكتاب، ولو كان عند غيره بالاستخراج معلوما - لما كان متشابها في نفسه ولا مكتوما، وأزال عنه اسم الإخفاء والتشابه، كما يوجد له من المخارج في العلم والتوجه، ولما قال الله: {متشابها} جملة وإرسالا؛ حتى يقال: {متشابها} عند من كان به جاهلا. وفي تشابه كتاب الله وإخفائه، وما أراد بذلك سبحانه من امتحان كل محجوج وابتلائه - أعلم العلم، وأحكم الحكم عند أهل العلم والحكمة، وأدل الدلائل على الله في الأشياء كلها من القدرة والعظمة.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات

  والمحكمات - رحمك الله - فهن: الآيات اللواتي ظواهرهن كباطنهن، وتأويلهن كتنزيلهن، لا يحتملن معنين، ولا يقال فيهن بقولين؛ مثل قوله تبارك وتعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

  ومثل قوله: {قل هو الله أحد ١ الله الصمد ٢ لم يلد ولم يولد ٣ ولم يكن له كفوا أحد ٤}، ومثل قوله: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له